رحلة الى الجحيم

 

رحلة في الجحيم !

هذه الصورة إلتقطتها العام الماضي، وهي ليست لبئر، بل لنوع من السجون التي وضعتها محاكم التفتيش لتعذيب الأندلسيين، يسمى El infierno أو الجحيم بالعربية، وهو نوع من وسائل التعذيب التي لم تتناولها الدراسات والبحوث المنتشرة في الكتب وعلى الأنترنات.

هذا السجن ليس له باب، ويتمّ رمي السجناء والسجينات من الأعلى، ويتم إغلاق الفوهة، ويبقى السجناء بدون أكل أو شرب إلى غاية الموت، حتى أنّ الجثث تتكدّس ولا يتم إخراجها ويعيش الأحياء مع الأموات لغاية موتهم أيضا !، وتقرّر هذه العقوبة لكل أندلسي إستحمّ أو لبس لباس عربي، أو ظبط وهو يقرء، أو وجد عنده كتاب ، وهي عقوبة قررتها إيزابيلا الأولى إنتقاما من الأندلسيين البسطاء الذين جلبوا لها الإحراج لنظافتهم وعلومهم !

عندما تقف داخل وسط هذا الجحيم، تضيق أنفاسك ويتسارع قلبك في نفس الوقت، وتشعر بإحساس رهيب، ويخيّل لك أنّك تسمع أصوات المعذبين وصرخات الأندلسيين (يا الله، يا الله)، وتسيل دموعك من دون أن تشعر، ويطاردك شبح المكان كلّ ليلة.