القصف الروسي

 

جاء الإعلان المفاجئ من روسيا الاتحادية، المشاركة في الطلعات الجوية بسوريا، تحت  حجة «ضد الإرهاب» صاعقاً، خصوصاً في طريقة وتوقيت الإعلان، مقارنة بطلعات التحالف الدولي التي لم تغير من المعادلة على الأرض بعد آلاف الغارات، ومنذ اللحظة التي بدأ فيها الطيران الروسي غاراته، ظهرت علامات استفهام كبرى، حول حقيقة المناطق المستهدفة، في ظل مبالغات صحفية وإعلامية روسية كبيرة واكبت بدء العمليات الجوية، وأنها ستغير المسار وتحسم النتائج خلال شهر.

ومن هذه النقطة نستطيع أن نربط بين نتائج غارات التحالف، والتدخل الروسي المباشر، الذي أخذ الكفة لمصلحة النظام في مختلف المناطق، وليس آخرها حلب، حتى أضحى الميدان السوري، ميدانا روسياً خالصاً، سواءً بعدد الغارات؛ أو القتلى؛ أو الجرحى.

ونبدأ الحصاد الشهري من مدينة درعا، إذ نفذ الطيران الحربي الروسي 180 غارة جوية، كان نصيب مدينة الشيخ مسكين الأعلى 123 غارة، ركزت على تدمير البنية التحتية، أما عدد الجرحى في مختلف المناطق كان 18 جريحاً، فيما ارتفع عدد القتلى لنحو 17 مدنياً، كان لمدينة (النعيمة، ونوى) الحصة الأكبر لكل واحدة خمسة قتلى.

في حين جارتها القنيطرة لم تشهد سوى أربع غارات دون تسجيل جرحى أو قتلى.

وفي مدينة ديرالزور التي لم تلق الدعم الإعلامي، وفي أحايين كثيرة غيبت إعلاميّاً، وصلت عدد الغارات 66، كانت للميادين 11 غارة، والبوليل 6 وموحسن 5، فيما وصل عدد الجرحى لنحو 170 جريحاً، إصابات بعضهم وصفت بالخطيرة، أعلى عدداً كانت البوليل بـ60  والخشام ثانياً بـ50 جريحاً، أما عدد القتلى فقد كان 135 قتيلاً كان النسبة العليا في خشام 50 والثانية في عدد القتلى الطابية 28 قتيلاً.

وفي الساحل السوري، وخاصة ريف اللاذقية، أغار الطيران الروسي 29 غارة، كان لجبليّ (التركمان، والأكراد) حصة الأسد لكل منهما 9 غارات مناصفة، لم يسجل عدد الجرحى فيما لم يستطع مراسلونا سوى تسجيل ثلاثة قتلى فقط.

أكثر المناطق كانت متقاربة من حيث عدد الغارات والجرحى والقتلى، كانت مدينة حلب وريفها، إذ وصل عدد الغارات لـ201 غارة، كانت منبج منها 32 ومدينة الباب 24، وتل رفعت 18، أما عدد الجرحى 254، بمعدل جريح وأكثر عن كل غارة، أعلاها نسبة كانت في عنجارة 30 جريح، من ثم تل رفعت 26، وكلاً من السكري ومعرستة الخان وبرهلين 25 جريح، ولم يكن عدد القتلى أقل حجماً، إذ ارتفع العدد مع نهاية آخر يوم من الشهر الأول 2016 لـ210 قتيلاً، أعلى نسبة كانت في الباب 36 وثانياً عنجارة 35.

أما محافظة إدلب، فقد شهدت مع ريفها 64 غارة روسية، أعلاها كانت في سراقب 9 وأريحا 8، في حين كان عدد الجرحى فقد وصل لنحو 231 جريحاً، أعلى نسبة كانت في معرة النعمان 100 جريح وثانياً خان شيخون بـ30، ولم يكن عدد القتلى أقل حجماً بسبب المجازر التي ارتكبتها الطيران الروسي، ووصل العدد الكلي لنحو 196 قتيلاً، كبرى المجازر بعدد القتلى كانت في معرة النعمان 116، وخان شيخون 15.

وفي مدينة حمص قاربت الغارات 65 غارة، أعلى نسبة كانت على تدمر، ثم تير معلة والرستن لكل واحدة 10 غارات، أما الجرحى فكان 57 جريحاً، 20 منهم في كفرلاها وحدها و13 في تلبيسة، بينما وصل عدد القتلى لـ21 منهم 7 في الغنطو و6 من تدمر.

أما مدينة حماة المحاذية فقد نفذ الطيران الروسي، 62 غارة، استهدفت 18 منها «حربنفسة» وحدها، ومن مجموع الغارات لم يسجل سوى قتيل واحد.

وفي مدينة الرقة التي تعتبر مركز تنظيم الدولة «داعش» أغار الطيران الروسي 12 مرة فقط، منها 10 على الرقة المدينة، و2 على البورمضان، كانت حصيلتهما من الجرحى 35 ومن القتلى 13 قتيل.

وأخيراً في ريف دمشق كانت الحصيلة النهائية لعدد الغارات 87 ، كانت أعلى نسبة منها على مدينة دير العصافير والمرج بحيث أغارت على كل واحدة 13 غارة، ويليهما عربين وداريا ولكل منهما 9 غارات، أما حصيلة الجرحى فقد وصل لنحو 143 جريح سجل النسبة الأكبر في زملكا 53 ودوما 35، تليهما دير العصافير وعربين لكل واحدة 20، بينما كان عدد القتلى لنحو 66 قتيلاً، منهم 19 في دوما التي سجلت أعلى نسبة، ثم زملكا 16 وديرالعصافير 13 قتيل.