هبة معقتلة سابقة تكشف جرائم وظلم شبيحة الأسد وأجهزته الأمنية

هبة شابة سورية تم إعتقالها من قبل القوات التابعة للنظام السوري وتعرضت للتعذيب والإهانة والضرب، قصة هبة لم تختلف عن ألاف القصص لمعتقلين ومعتقلات عذبوا ومنهم من قتل تحت التعذيب وأخرون لم يعرف مصيرهم بعد، ظلم وقهر وتعذيب داخل سجون وأقبية الأجهزة الأمنية التابعة للأسد.

في طريقها الى مدينة اللاذقية قادمة من الريف كانت هبة البالغة من العمر ٢١سنة تحمل في حقيبتها مبلغ “60000” ليرة سورية وهو المبلغ الذي جمعته ليتم دفعه أجرة المستشفى لكي تقوم بإجراء عمل جراحي لأختها الصغرى، أحد الحواجز الأمنية على الطريق التابعة لعناصر وشبيحة الأسد وبعد تفتيش الحقيبة قام هؤلاء العناصر بأخذ المال من الفتاة ولم يكتف بذلك فلوائح التهم الجاهزة عند الأجهزة الأمنية كثيرة وإختاروا منها واحدة لهذه الفتاة.

سرقوا المال وإتهموا هبة بأنها تمول الإرهاب، حاولت الفتاة مراراً وتكراراً إقناعهم وطلبت منهم الإتصال بالمستشفى ليتأكدوا مما تقوله وأن أختها الصغيرة ستجري عمل جراحي، لكن للأسف هم يريدون سرقة المال منها ولا وسيلة غير توجيه تهمة لها، حاولت يائسة علها تنجح في إيصال المال للمستشفى بأي طريقة كان كل تفكيرها كيف ستوصل المال لإنقاذ أختها فقط، وأبلغتهم باسم المستشفى الذي تتواجد فيه أختها ليتأكدوا حاولت توسلت إليهم لكن للأسف دون جدوى.

يأست الفتاة بعد كل محاولاتها وتم إعتقالها ونقلها إلى مقر الدفاع الوطني في المدينة الرياضية على أطراف مدينة اللاذقية، كان ذلك في شهر أيار مايو ٢٠١٣، تم إعتقالها في زنزانة منفردة، تصف هبة الزنزانة بأنها غرفة صغيرة مظلمة، مليئة بالدماء، رائحة النتانة تنبعث من جدرانها، والباب الحديدي رائحته كريهة جداً، ولا يوجد سوى فتحة صغيرة أسفل الباب الحديد يتم إدخال الطعام منها.

تعرضت هبة للضرب المبرح على كافة أنحاء جسدها بالكابل الحديدي وهي مقيدة لا يسمح لها برفع رأسها، إضافة للسب والشتم والتهديد باعتقال عائلتها في حال لم تعترف بتهمة تمويل المسلحين، لكنها بقيت صامدة مصرة على أن المبلغ هو لأجل عملية شقيقتها.

خمسة عشر يوما تقريباً عذبت فيها بكل الوسائل بعد ذلك تم تحويل هبة إلى فرع الدفاع الوطني بدمشق، ولكن تم وضعها في فرع الحرس الجمهوري إيداع لصالح الدفاع الوطني، كانت زنازين هذا الفرع كما تقول، عبارة عن منفردات ” غرفة صغيرة ” بطول مترين وعرض متر واحد توضع بداخل كل منها ما لا يقل عن أربع أو خمس معتقلات ما يجعلهن ينمن وهن جالسات بسبب ضيق المكان، بعد عدة أيام من إيداعها فرع الحرس الجمهوري جاءت سيارة كبيرة لنقل بعض المعتقلات إلى مقر التحقيق الخاص بفرع الدفاع الوطني.

صعدت السيارة برفقة بعض المعتقلات حيث كن مكبلات الأيدي معصوبات العينين، وبعد حوالي النصف ساعة وهي المدة التي قدرتها الشابة وصلت ومن معها إلى مكان يعج بالصراخ وصيحات الألم، أصوات نساء ورجال وصراخ، لم تعرف ما هو هذا المكان.

اقتادها أحد العناصر لصعود الدرج وزجها في غرفة كانت تظن أنها غرفة التحقيق، وبعد مدة قصيرة دخل عليها أحد العناصر، انهال عليها بالضرب والشتائم، ثم بدأ بخلع ثيابها عن جسدها وطرحها أرضا ليقوم باغتصابها وإفقادها عذريتها، ثم قام بفك قيدها لثواني وأمرها أن تلبس ثيابها بسرعة، وتركها تنزف داخل تلك الغرفة، وبعد وقت طويل تم جمع المعتقلات اللواتي اقتدن لذلك المكان وإعادتهن لمكان إيداعهن مقر الحرس الجمهوري.

حين وصلت الشابة كانت منهارة تماما، لم تصدق ما حصل معها، بقيت تجلس وحيدة عدة أيام في زاوية زنزانتها الى أن تم تحويلها إلى سجن عدرا المركزي في شهر حزيران (يونيو) عام ٢٠١٣.

كانت هادئة منطوية على ذاتها وكانت تعاني هاجس الخوف من مواجهة مجتمعها حينما تخرج وهي مغتصبة، حاولت بعض المعتقلات مساعدتها نفسيا والتخفيف عنها لكن حالة الرعب بقيت تسيطر عليها.

في ذلك الوقت وصل الى سجن عدرا معتقلة سمعت قصة هبة ووصفها للمكان فقالت إنها تعرف المكان الذي يتم فيه التحقيق لصالح الدفاع الوطني، وقال إن هذا المقر شهد العديد من حالات اغتصاب للمعتقلات السوريات، هو فيلا المعارض المنشق عن النظام يعرب الشرع الواقعة في منطقة صحنايا بريف دمشق، والتي استولى عليها عناصر الدفاع الوطني بعد انشقاقه عن النظام السوري.

عرضت هبة على قاضي محكمة قضايا الإرهاب نهاية شهر أيلول سبتمبر عام 2013 وقام بإخلاء سبيلها مكتفيا بالمدة التي قضتها الشابة، وحتى ذلك الوقت لم تعرف الفتاة ماذا حدث بأختها الصغيرة في المستشفى ولم تعد قادرة على فعل أي شيء بعد الجراح التي حملتها من ألم ما حدث معها وكيف ستواجه مجتمعها، أفرج عن هبة وإختفت ولم يعرف مصيرها، حاولت بعض المعتقلات المفرج عنهم التواصل عنها لكن دون نتيجة.