منذ بداية عام 2015 اطلق مجموعة ناجين وناجيات من المعتقلات السورية الحملة الدولية لإنقاذ المعتقلين في سوريا، وهي حملة مناصرة لتعريف شعوب العالم بقضية المعتقلين في السجون السورية لدى جميع الجهات المتنازعة وخصوصا النظام السوري، وفضح انتهاكات حقوق الإنسان اليومية والمستمرة بحق المعتقلين من التعذيب المستمر والقتل الممنهج. تتضمن الحملة عدة فعاليات توضح واقع المعتقلين من الأطفال والنساء وكذلك إيصال الصوت إلى مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية الدولية من اجل اتخاذ قرار يحمي المعتقلين في سورية.
تركز حملتنا الآن على قضية المعتقلين من جانب الضحايا تحت التعذيب وما سبب هذا الجزء من صدمة للعديد من أهالي المعتقلين، وكيفية تعامل نظام الأسد مع هذا الحدث بالكشف عن مجموعة من الأسماء وتوزيعها على دوائر السجل المدني في المحافظات، حيث علم العديد من الأهالي بوفاة أولادهم اثناء مراجعة السجل المدني واجبروا على استخراج بيان وفاة لهم دون المطالبة بتسليم الجثث أو معرفة مكان الدفن للضحايا، وسبب الوفاة حسب زعم النظام الأزمة القلبية او الأمراض التنفسية كالربو وغير ذلك، مما فيه تزوير للحقائق واستمرار جريمة تصفية المعتقلين بشكل ممنهج في المعتقلات، لقد بلغ عدد الضحايا الذين قتلوا تحت التعذيب في معتقلات الاسد قرابة 13200 شخصاً، بينهم (163 طفلاً، و43 سيدةً) منذ بداية الثورة عام 2011 وحتى يومنا هذا.
يأتي هذا النشاط للتعريف بقضية هؤلاء الضحايا بالإضافة ومناصرة ذوي الضحية وإرشادهم إلى ما يتوجب عليهم فعله بعد علمهم بوفاة ابنهم في المعتقل من حيث التوثيق والتواصل مع المنظمات المهتمة بقضية المعتقلين.
كما تركز الحملة في نشاطها الحالي على المختفين قسرياً وتعتبر قضيتهم من أعقد القضايا في الحالة السورية كما هو حال ضحايا التعذيب.
إن معظم حالات الاعتقال في الواقع السوري هي حالات اختفاء قسري بسبب الظروف والوقائع المحيطة بها من جهالة مكان الاعتقال والجهة المسؤلة عنه، وعدم السماح للمعتقل بتوكيل محام للدفاع عنه أثناء التحقيق في الأفرع الأمنية أو بعد التحويل إلى محكمة الميدان العسكرية الأولى والثانية وإيداعه في سجن صيدنيا العسكري .
لقد تجاوز رقم المختفين قسرياً في سوريا منذ بداية عام 2011 وحتى يومنا هذا الــ 96000 شخصا.
إننا نطالب بحملتنا هذه المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية باتخاذ إجراء فوري وعاجل للكشف عن مصير مئات الآلاف من المعتقلين والمختفين قسرياً، والضغط على نظام الأسد لتسليم قوائم بأسماء المعتقلين الأحياء الموجودين لديه، كذلك بتسليم قوائم بالضحايا الذين قضوا في المعتقلات مع بيان أماكن دفن الجثث في المقابر الجماعية التي استحدثها لهذا الغرض في أماكن متفرقة من العاصمة دمشق.
كما نطالب شعوب العالم ومنظمات المجتمع المدني الحقوقية والإنسانية في كافة الدول مناصرة قضية معتقلي الثورة السورية لتشكيل رأي عام عالمي ضاغط من أجل تحقيق تقدم إيجابي في هذه القضية وتحييدها عن المفاوضات السياسية والإبقاء على الطابع الإنساني لها.